قالوا :
" يا سَعدُهُ القلبُ الخالي
مِن الحُبِّ خالِيَ الوِفاضْ
تمُرُّ الأيامُ علَيهِ
كما تمُرُّ الأعيادْ
ولا ذِكرى تؤرِّقُهُ
تُصيبُهُ بالأوجاعْ
ولا الأيّامُ تَصفَعُهُ
إذا ما السّرُ ذاعْ
ولا يتصَدَّعُ الكَبِدُ
وتتمزّقُ الأضلاعْ
فالحُبُّ داءٌ أصلُهُ
حارَ فيهِ الأطِبّاءْ
والعُشّاقُ يُبايِعونَهُ
مِن أجلِ البَقاءْ
حتى وَردُهُ
يَنضَحُ بالأفراحْ
صبّارٌ هو طَعمُهُ
عَلقَمٌ بِطَعمِ الآهْ !
وأوّاهُ مِنهُ أوّاهْ
إنْ نَبا سَهمُهُ
وأثخَنَنا بالجِراحْ "
واحترتُ ماذا أقولُ
وقلبي عصفورٌ
يُرَفرِفُ بالجناحْ
لِلحُبِّ مُشَرَّعَةٌ أبوابُهُ
إذا ما هلّ الصّباحْ
يَرِفُّ رَفيفَ أقحُوانَةٍ
يسكُبُ شهداً وراحْ
مِلءُ الدنيا عِشقُهُ
وطَبعُهُ السّماحْ
وردٌ فَوّاحٌ عِطرُهُ
نسائمٌ تُسكِنُ الجِراحْ
كَرْمٌ طابَ عُنقودُهُ
شمسٌ تزِفُّها الأفراحْ
فالحُبُّ قدَرٌ جميلٌ
عِصمَةٌ للأرواحْ
وبدونهِ القلبُ عليلٌ
تَئِنُّ فيه الرّياحْ
فيا دُنيا ...
كوني سلاماً على العُشّاقْ
وألّفي بَين القلوبِ
وأديمي علَيها الوِفاقْ
وعطّريها بنَدى الوَردِ
وعبير الأشواقْ
فإنْ لم يكُن وِفاقٌ
فَفراقٌ جميلٌ
بِلا أشواكْ
وذِكرى طيّبَةٌ
تعيشُ في الأعماقْ
فيا قلبُ سجى الليلُ
وداعبَ الجَفنَ السُّهادْ
وعلَتْ الوجهَ غمامةٌ
وأنا أنفُثُ في رَمادْ
أما كان يا قلبُ أجدى
تَقتُلُ الحُبَّ في المِهادْ
وتَحيا قَريرَ العَيْنِ
من الحُب خالِيَ الوِفاضْ ؟